إعداد: سيلين الموسوي
موقع كواليس الكرة اللبنانية
في إطار تسليط الضوء على النماذج الرياضية النسائية المميزة في لبنان، أجرت مراسلتنا سيلين الموسوي حوارًا خاصًا مع زينب حوماني، معلمة التربية الرياضية ومدرّبة تهتم بتطوير قدرات الفتيات في مختلف الألعاب الرياضية. تحدثت زينب عن بداياتها، التحديات التي واجهتها، طموحاتها المستقبلية، ورسالتها للأهالي والفتيات.
بدايةً، عرّفت زينب نفسها للجمهور الرياضي وتحدثت عن انطلاق فكرة تأسيس الأكاديمية، فقالت إنها معلمة تربية رياضية ومدرّبة تعمل على تطوير قدرات الفتيات منذ أكثر من أربع سنوات في كرة القدم وألعاب المضرب والألعاب المدرسية المختلفة. تحمل العديد من الشهادات المهنية، منها شهادة الـBT3 التي كانت فيها الأولى على لبنان، وشهادة الـLT التي أهلتها للمركز الرابع عشر، إضافة إلى شهادات متخصّصة من الاتحاد اللبناني لكرة القدم.
بدأت فكرة الأكاديمية من حبها الكبير للرياضة وإيمانها بقدرة الفتاة على التميّز حين تُمنح الفرصة. أسست أكاديمية صغيرة خاصة بها، لكنها توقفت بسبب الحرب والظروف الاقتصادية، لتكون تلك التجربة بداية طريق جديد قادها إلى تدريب الفتيات في أكاديمية أخرى، حيث تابعت شؤونهن الرياضية والنفسية والاجتماعية عن قرب.
تحدثت عن أبرز التحديات التي واجهتها في البداية، مؤكدة أن النظرة التقليدية تجاه الفتاة الرياضية كانت العائق الأكبر. كثيرون لم يتقبلوا فكرة أن تمارس الفتاة الرياضة بجدية، وسمعت عبارات تقلّل من قيمتها. لكنها اختارت مواجهة ذلك بالعمل والنتائج، لا بالصوت العالي. ومع الوقت، تغيّرت النظرة من الاستغراب إلى الاحترام، وبدأ الأهالي يدعمون بناتهم بعد أن لمسوا التأثير الإيجابي على شخصياتهن.
أما عن أهداف الأكاديمية ورسالتها الأساسية، فشرحت أن الهدف هو تمكين الفتيات وبناء شخصيات قوية ومتوازنة. العمل يتم على ثلاثة محاور:
الجانب الجسدي: تطوير اللياقة، القوة والمرونة.
الجانب المهاري: تحسين الأداء وصقل المهارات الفنية.
الجانب النفسي: توفير بيئة آمنة ومريحة، والاستماع للفتيات ومرافقتهن في مسيرتهن.
كما يتم تنظيم أنشطة ترفيهية تساعد على التعبير عن الذات وتفريغ الطاقة.
في ما يتعلق بواقع الرياضة النسائية في لبنان، ترى زينب أن الوضع يتطور تدريجيًا، والفتيات دخلن هذا المجال بقوة وأثبتن جدارتهن. المجتمع أصبح أكثر تقبّلًا وتشجيعًا، وهناك فرق نسائية في معظم المناطق. التحديات لا تزال موجودة، خصوصًا على الصعيد المادي وتأمين الملاعب المجهّزة، لكنها تؤكد أن الإصرار كفيل بتخطي العقبات.
عن إنجازات الأكاديمية، أوضحت أنها نجحت في بناء فريق متماسك تسوده روح التعاون والالتزام، وشارك في مباريات ودّية ترك خلالها بصمة مميزة. لكنها تعتبر الإنجاز الحقيقي هو التحول النفسي والسلوكي للفتيات، قائلة: “نحن لا ندرّب أجسادًا فقط، بل نبني روحًا أقوى في كل فتاة”.
أما بالنسبة للخطط المستقبلية، فهي تتركز على تطوير الفتيات فرديًا من النواحي الفنية والنفسية، وبناء فريق قوي قادر على المنافسة وتحقيق البطولات، من خلال عمل جدي ومنهجي خطوة بخطوة للوصول إلى نتائج ملموسة.
وفي ختام الحوار، وجهت زينب رسالة إلى الأهالي والفتيات. للأهالي دعت إلى الإيمان بقدرات بناتهم ومنحهن الدعم والثقة، فالكلمة المشجّعة تصنع فرقًا كبيرًا. وللفتيات قالت: لا تخفن من نظرة المجتمع، وامضين بثبات في طريقكن، فالرياضة أسلوب حياة يعلّم الصبر والإصرار والاحترام. كوني قوية وواثقة، فأنتِ قادرة على أن تكوني التغيير الذي يحتاجه هذا المجال.
