عفيف الواند لموقع كواليس الكرة اللبنانية: تتويج الأنصار لم يكن مفاجئًا بل نتيجة عمل متواصل وتخطيط طويل


  عفيف الواند: تتويج الأنصار كان نتيجة عمل طويل، ومحمد حبوس مؤهّل للاحتراف الخارجي


في حديث خاص لموقع كواليس الكرة اللبنانية، اعتبر وكيل أعمال اللاعبين والمقرّب من نادي الأنصار عفيف الواند أن تتويج الفريق باللقب قبل جولة من النهاية لم يكن مفاجئًا، بل نتيجة طبيعية لعمل متواصل وتخطيط بدأ منذ أكثر من موسم. وأشار إلى أن الاستقرار الإداري والتمسّك باللاعبين الأساسيين رغم الإغراءات لعبا دورًا كبيرًا في الوصول إلى هذا الإنجاز، إلى جانب شخصية الرئيس الطموحة التي كانت قوة إضافية للفريق. كما اعتبر أن خسارة الموسم الماضي الدراماتيكية كانت دافعًا كبيرًا للاعبين، فتعاملوا مع البطولة هذه المرة بعقلية مختلفة وباحترام أكبر للّعبة.


وعن اللاعبين الذين برزوا خلال الموسم، رأى الواند أن هناك مواهب عديدة قادرة على خوض تجارب خارجية في دوريات آسيوية متوسطة أو مشابهة لمستوى الدوري اللبناني، لكن عندما يتعلّق الأمر بالدوريات الأوروبية أو الخليجية من الصف الأول، فإن محمد حبوس هو الوحيد حاليًا الذي يمتلك المؤهلات الكاملة، سواء من ناحية العمر، أو المهارة، أو الاستمرارية في الأداء. ومع ذلك، لم يُخفِ تفاؤله بوجود طاقات واعدة قد تنضج قريبًا وتشق طريقها نحو الاحتراف.


أما بخصوص تقييمه العام للموسم، فأوضح أن الدوري اللبناني شهد تفاوتًا في المستويات؛ فالأنصار والصفاء استعدّا مبكرًا وضخّا ميزانيات كبيرة، بينما تميّز العهد باستقراره وانسجام عناصره. ورغم التحديات الأمنية والاقتصادية، عاد الدوري ليُقام بروح عالية ومنافسة نزيهة حتى اللحظة الأخيرة، مؤكدًا أن المستوى الفني كان متوسطًا، بينما التنظيم لا يزال بحاجة إلى تطوير، معتبراً أن أبرز المكاسب كانت عودة الروح إلى المدينة الرياضية.


تطرّق الواند أيضًا إلى التحديات التي تواجه اللاعب اللبناني، والتي تبدأ من غياب العقود الطويلة وضمانات الاستقرار المالي، ما يجعل المستقبل الكروي للعديد من اللاعبين في مهبّ الريح. كما أشار إلى أن فرص الاحتراف الخارجي غالبًا ما تأتي من مبادرات فردية أو صدَف، في غياب منظومة احترافية شاملة تعمل على تسويق اللاعبين بشكل ممنهج ومدروس.


وحول سوق الانتقالات الصيفية، وصفه بالملتهب منذ بدايته، مع دخول نادي جويا بطريقة هستيرية تُذكّر بما فعله الصفاء الموسم الماضي، مع فارق أن الأخير يملك تاريخًا وقاعدة جماهيرية، بينما جويا لا يزال في مرحلة التأسيس ويحتاج إلى الوقت لبناء هيكله. ورغم أن هذه الحركة قد ترفع أسعار اللاعبين وتزيد من حدة المنافسة، إلا أن التأثير الفعلي لن يظهر إلا مع مرور الوقت وخوض التجربة.


وفي ختام حديثه، توجّه الواند برسالة إلى الاتحاد اللبناني، داعيًا إلى إعادة هيكلة الرزنامة واعتماد نظام جديد أكثر عدلاً، إلى جانب ضرورة دعم الأندية ماديًا وتطوير الفئات العمرية. كما دعا إدارات الأندية إلى منح الأولوية للاستقرار الداخلي واللاعب اللبناني، عوض الاعتماد الكامل على المحترفين الأجانب. ولم ينسَ الجمهور اللبناني، الذي وصفه بأنه "روح اللعبة"، مؤكدًا أن صموده ومساندته أعادا الحياة للملاعب، موجّهًا له شكرًا صادقًا من القلب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال