محسن الغانم لكواليس الكرة اللبنانية: الإتحادات العربية تُهمل تطوير القدرات البدنية !!


 

أشار المعد البدني البحريني، محسن الغانم،  في حوار خاص ل "كواليس الكرة اللّبنانية"، إلى المشاكل التي تتعرض لها الأندية والمنتخبات العربية من ناحية الإعداد البدني، وأسباب انخفاض مستوى اللاعب في ظل تفشّي وباء كورونا.

إذ اعتبر أنّ السبب الرئيسي لضعف الجانب البدني لدى اللّاعبين هو "ضعف التكوين". فبشكل علمي، تطوير الجانب البدني لا يبدأ من فئة الكبار، وإنّما من مرحلة البراعم والنّاشئين أي مرحلة الفئات العُمريّة.
وبالتّالي يكون هناك عمليّة متسلسلة ابتداءً من هذه الفئات وصولا للفريق الأوّل ليكون اللّاعب على استعداد لتحمّل متطلّبات المنافسة والتدريبات البدنيّة على مستوى عالي.

وتابع الغانم حديثه قائلا أنّ أولى المشاكل والعوائق التي تواجهها الرياضة العربية هي ضعف التكوين للجانب البدني في مرحلة الفئات العمريّة بغياب المُختص البدني.

وأضاف أنّ الاتحادات العربيّة تميل إلى المنافسة وتهمل تطوير القدرات البدنيّة، المهارية، التكتيكيّة والذهنية، ما يفسّر وصول اللّاعب إلى الفئة الأولى بنقصٍ في هذه الجوانب.

وحوْل سبب الضعف البدني، أكّد أن مَصدره الأندية وليس المنتخبات. إذ تُعتبر مدّة تواجد اللاعب مع المنتخب قصيرة مقارنةً بمدّة تواجده في النادي.

وبحسب الغانم، المُعد البدني لا يَلحق للمنتخب بإعداد اللاعب بدنيا. إذ أنّ عمل وتطوّر الأندية يؤثّر على أداء المُنتخب.

لكن، في المقابل، يرى أنه يُمكن أن يكون هناك عملية تواصل وتنسيق بين مُعِد المنتخب مع مُعدّي الأندية بحيث يستطيع  اللّاعب الوصول للنتيجة المرغوبة مع ناديه ومنتخبه.

*الغانم: كورونا أثّرت على أداء اللاعبين*

أما عن تأثير الإقفال العام، نسبة لجائحة كورونا، على أداء اللّاعب، علّق: "جائحة كورونا أثّرت على جميع الرياضات في جميع الدّول، لكن للأسف، اللّاعب العربي تنقصه الثّقافة الرياضيّة، فاللّاعبين في الدول الأوروبية قد حوّلوا فترة التوقّف إلى فترةٍ ذهبية لتطوير قدراتهم الناقصة، أكبر مثال على ذلك فريق بايرن ميونخ الألماني. أمّا اللّاعب العربي قد عانى بعد التوقّف من زيادة في الوزن وانخفاض مُستواه من الجانب التكتيكي والمهاري ممّا يؤدّي لتعرّضه المُستمر للإصابات." واعتبر أنّ المباريات الوديّة بين المنتخبات العربية كانت محكومة بقيود.

و حول دور الإتحاد اللّبناني لكرة القدم أكد أنّ أي جهاز في كرة القدم يجب أن يكون متكامل، وتكامل هذا الجهاز يكمن على الأقل بوجود المدير الفني ومساعده، المُعد الذهني، أخصائي العلاج، مدرب الحرّاس والمُعد البدني... فالمدير الفني لا يستطيع أن يُلم بمفرده كل هذه الاختصاصات، لذلك لا بُدّ من فرض قانون من جانب الإتحادات للأندية بضرورة وجود معد بدني قانوني وشرعي على الأقل، ومن دون تحايل على القانون.

وأشار أن الاتحاد الآسيوي يُعِد حاليا دورات تخص الإعداد البدني لكن التقصير موجود من الإتحادات المحلية.

واعتبر الغانم أنه يجب على أي لاعب متعاقد مع نادي أن يكون له ملف خاص بتاريخه الرياضي في كل موسم، يضم: خصائصه، الإختبارات البدنية التي أجراها، عدد المباريات التي شارك فيها، عدد الإصابات التي تعرّض لها...

*الغانم: هكذا يؤثر العشب الصناعي...*

وبما يخص اعتماد العشب الصناعي في لعبة المستطيل الأخضر قال مُحسن: "الدراسات تؤكّد أنّ العشب الصناعي يؤثّر سلباً، في المدى البعيد، على اللّاعبين.

مما قد تسبب لاحقا إصابات في  المفاصل، الرباط الصليبي،
إلتهابات في الغضاريف، آلام الظّهر والعضلات.

ناهيك عن تحلّل المواد الموجودة في الطبقة السفلى من العشب الصناعي بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتسبّبها بالسرطان.

فهناك فارق كبير بين العشب  الطبيعي والعشب الصناعي من ناحية سرعة الكرة وثبات اللاعب."

وعن لياقة اللّاعب غير المتعاقد مع أي نادي أكّد البحريني أن على اللّاعب الذي لم يُوفّق في اختيار فريق او الحصول على عرض، أن يتوجّه للتدرّب مع مُعد بدني ليضعْ  له برنامج تدريب شخصي للمحافظة على قدراته المهاريّة والبدنيّة، لحين تعاقده مع نادي، فهُنا تَظهر إحترافيّة اللّاعب  العربي.

وعن مسؤوليّة المُعد البدني ودوره في اختيار تشكيلة  الفريق أشار الغانم أنه يجب خلق روح من الانسجام والتوافق بين المدير الفني للفريق والمُعد البدني لنجاح العمل، مضيفا أنّ على الأخير أن يوضّح للمدير الفنّي جميع المشاكل التي يتعرّض لها كل لاعب وعلى إثرها يستطيع المدرب اتخاذ القرار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال